دمرت حياتي يا أبي !!!
هكذا خاطبني اصغر ابنائي,, خالد ابن ال 16 عاما بعد ان تم اعتقاله ومنعنا من رؤيته لمدة 44 يوما, ذاق فيها كل صنوف التعذيب والاهانات والشتيمة, من اشخاص يفترض بهم ان يكونوا حماة للشباب, بدلا من التفنن في اذلالهم وجريمتهم الوحيدة كانت (حب الوطن,, والانتماء الحقيقي له)
فقد خرج ابني خالد مع مجموعة من اصدقاءه في احد ايام الجمع الماضية, ربما السابقة او التي تسبقها, لا اذكر, لم تعد ذاكرتي تسعفني, فمافات من العمر لن يعود, ولم يتبقى منه الكثير, خرج يومها ليصلي الجمعة كعادته في احد المساجد القريبة في منطقة الجهراء, والغريب انه خرج وبيده علم بلادي .
بعدها سمعنا طلقات نارية مخيفة, اصوات اناس فزعين, تهديدات غريبة عبر مكبرات الصوت, ومن ثم اصوات قنابل واسعافات وسيارات امن
اعتقدنا لساعات ان الغزو الصدامي قد عاد, فمثل هذه الاصوات لم نعرفها الا في عهد الغابر الغير مأسوف عليه الطاغية صدام عندما اعماه طمعه في واحتنا الدافئة, ولكن الحقيقة انه بعد ان هب كل من في المنزل ليدافع عن ارضه, كانت الصدمة اشد وقعا علينا ممايحتمل العقل, فمن يقوم بضرب ابناءنا,, هم ابناءنا
رجال الامن, ابناء اخوتنا ومن تربوا على ايدينا, من قضينا ليالينا كلها في حماية حدودهم, هاهم يرفعون مطاعاتهم ويهوون بها على ابناءنا بكل عنف, بلا رحمة, كيف استطاعوا فعل ذلك؟ وكيف تجرءوا على اعتقال ابني الحبيب 44 يوما بلاذنب سوى انه طالب ان يظهر حبه لبلاده, ورفع علمها عاليا؟ كيف سمحوا لانفسهم بتحطيم فلذة كبدي الذي بقيت بعيدا عنه ليالٍ طويلة ببدلتي العسكرية حاملا سلاحي دفاعا عنها !!
مالذي جنيته على صغيري وهو يجلس بلا هدف,, يحلم ان يكون له الحق بأن يحلم,, فحتى احلامه حرم منها,, وكيف سمحت لنفسي,, بأن أحكم عليه بالاعدام, وهو في مقتبل العمر, لا يحمل سوى بقايا علم مزقته نيران العنصرية, واحرقته نار الحرمان, ودمرته ايام باردة قضاها في معتقل ظالم,,ومظلم.
للكاتبه
Rain
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق