ما دام يحكمنا الجنون..
سنرى كلاب الصيد
سنرى الصغار على المشانق
في صلاة الفجر جهراً يصلبون
ونرى على رأس الزمان
عويل خنزير قبيح الوجه
وحين يحكمنا الجنون
لا دين..لا إيمان..لا حق
ولا عرض مصون
وكل شيء قد يهون
ما دام يحكمنا الجنون
أطفال أمتنا الحزينة يسألون ..
عن أيّ ذنب يقتلون
يترنحون على شظايا الجوع ..
يقتسمون خبز الموت..
ثمّ يودعون
تبدو شوارعنا بلون الدم تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفاً عاجزاً
بين المهانة..والظنون ..
هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك..مسرعون..
عار..على زمن الحضارة..أيّ عار
لا يبقى منها لنا ..جدار..
ستمضي الأيام في أمتنا ..
ولكن ..
مهما تعالت صيحة البهتان
في الزمن العَمي
سنحارب الطاغوت فوق الأرض..
إنا كرهنا الموت..لكن..
في سبيل الله نشعلها حرائق
ستظلّ في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
يرفعون الآن رايات الغضب
بلادنا في أيدي الجبابرة الكبار..
تضيع منّا..تغتصب
أين العروبة..والسيوف البيض..
والخيل الضواري..والمآثر..والنّسب؟
أين الشعوب وأين العرب؟
البعض منهم قد شجب..
والبعض في خزي هرب
وهنالك من خلع الثياب..
في ساحة الشيطان يسعى الناس أفواجا
والناس تسال عن بقايا أمّة
تدعى العرب!
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلها..
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول..وقايضوا الفرسان
في سوق الخطب
في الحدائق ..في المطاعم..في الغبار
عار..على زمن الحضارة..أيّ عار
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا..
فبأيّ حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون..تدمر ألف مئذنة..
وتنفث سيل نار
من جوع..إلى جوع....ومن ظمأ..إلى ظمأ
وجه الكون جوع..أو حصار
يا سيد البيت الكبير.. يا لعنة الزمن الحقير
في وجهك الكذاب.. تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية.. ثم يرفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب.. وسام عزّ وافتخار؟!
هل صار قتل الناس في الصلوات.. ملهاة الكبار؟!
هل صار قتل الأبرياء.. شعار مجد..وانتصار؟!
أم أن حق الناس في أيامكم.. نهب..وذلّ ..وانكسار
الموت يسكن كل شيء حولنا.. ويطارد الأطفال من دار..لدار
بالأمس كانوا هنا..
فجر أضاء الكون يوما.. لا استكان ولا غفا
يا آل بيت محمد..كم حنّ قلبي للحسين..
وكم هفا
غابت شموس الحق .. والعدل اختفى
مهما وفى الشرفاء في أيامنا..
زمن "النذالة" ما وفى
مهما صفى العقلاء في أوطاننا..
لدينا بئر الخيانة ما صفى..
يا قلعة التاريخ ..والزمن المجيد
لحظتان .. موت و عيد
مابين أشلاء الشهيد يهتز
عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل.. ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلاد المسلمين.. لكلّ طاغية أجل
بعض الشعراء والأوراق
حصالة فيها قروش..على حساب الأبرياء..
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما..
لم يعد..
وانساب مثل الضوء في الأعماق..
يتعانق الطفل الصغير مع التراب..
يطول بينهما العناق..
تخبو الملامح..كل شيء في الوجود
مهما توارى الحلم عن عينيك ياأمتي .. قومي..واحلمي..
فالصبح سوف يطلّ يوما.. جفي مواكب مأتمي
الله اكبر من جنون الموت .. والموت البغيض الظالمِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق